تأثير المكيف على أداء السيارة.. بين الحقيقة والخيال

ناقشنا في مقال سابق عزيزي القارئ طريقة عمل نظام التكييف في السيارة – المكيّف أو الكونديشن- ، وتعرفنا خلاله على طريقة عمل المكيف والمبادئ التي يعتمد عليها لتوفير الهواء البارد المنعش لك وللركاب في مقصورة السيارة.

وبالطبع فإن استخدام مكيف السيارة يُعد ضرورة لا غنى عنها في منطقتنا العربية التي تشتهر بشمسها الساطعة وحرارتها الشديدة في فصل الصيف والآن ومع قدوم شهر رمضان الفضيل في فصل الصيف لهذا العام نعتقد أن استخدام المكيف في السيارة أصبح من المسلمات!

ولكن هل يؤثر استخدام المكيف على أداء السيارة؟ وما هي هذه التأثيرات وما مدى خطورتها؟ وهل حقاً يجب التعامل بحذر مع نظام التكييف والانتباه إلى تشغيله وإطفائه؟

في هذا المقال عزيزي القارئ سيحاول فريق عرب جي تي أن يقدم بعض الإجابات و يلقي المزيد من الضوء على هذه القضايا المثيرة للجدل من خلال مناقشة بعض الأفكار والأسئلة الشائعة حول مكيف السيارة.

هل يؤثر تشغيل مكيف السيارة على صرف الوقود؟

كان هذا أول سؤال طرحه متابعونا في التعليقات على المقال السابق، وللإجابة على هذا السؤال نحيلك عزيزي القارئ سريعاً إلى نفس المقال، حيث أوضحنا أن الضاغطة في نظام التبريد تعمل بالاعتماد على حزام يربطها بالعمود المرفقي في المحرك، ما يضع المزيد من الجهد على المحرك ويجعله يعمل بقوة أكبر ويستهلك بذلك المزيد من الوقود.

وفي دراسة أجرتها رابطة مهندسي السيارات الأمريكية أظهرت النتائج زيادة في صرف الوقود بمقدار يتراوح بين 5 إلى 10%  عند استخدام المكيف.

 إلا أن كثيرين يرون أن  استخدام المكيف عند السير على الطرق السريعة بسرعات تفوق الـ70 كم/س أقل استهلاكاً للوقود من فتح النوافذ، لأن فتح نوافذ السيارة عند السرعات العالية يتسبب في توليد طاقة مقاومة عكسية تحتاج إلى قوة أكبر للتغلب عليها ما يزيد من استهلاك المحرك للوقود.

ولكن في الحقيقة عزيزي القارئ جاءت آخر الأبحاث حول هذه المسألة بنتائج مخالفة، حيث أشارت عدة اختبارات إلى أن فتح النوافذ أقل استهلاكاً للوقود من تشغيل المكيف وحتى عند السرعات العالية.

هل يؤثر تشغيل المكيف على قوة المحرك وعمره الافتراضي؟

تبدو المحركات أنشط وأقوى عند إغلاق نظام التكييف الهوائي، وربما يكون هذا ملاحظاً أكثر بين مالكي السيارات ذات المحركات الصغيرة كسعة 1.3 لتر أو حتى أقل، وخاصة عند صعود التلال أو الطرق المرتفعة ، وهو أمر متوقع عزيزي القارئ ، حيث تعتمد “الضاغطة” أو “الكومبريسر” في نظام التكييف على المحرك وتستمد طاقتها منه، ولذلك فعند تشغيل المكيف يخسر المحرك بعضاً من القوة التي يُفترض أن تصل إلى العجلات والنظام الحركي بينما تعود هذه القوة مجدداً عند إغلاق المكيف.

وكما بين فريق عرب جي تي من قبل يتم نقل الطاقة الحركية من المحرك إلى “الضاغطة” عبر حزام، ولكن في الحقيقة عزيزي القارئ لا تحتاج الضاغطة إلى الكثير من القوة بحيث تؤثر سلباً على سلامة المحرك، ربما تضعف من أدائه آنياً ولكنها لا تتسبب بأي أضرار،  كما أن الطاقة الحركية تنتقل أيضاً من العمود المرفقي في المحرك عبر حزام إلى المولد (الدينامو) وإلى مضخة المقود المرن (باور ستيرنج) وبنفس الطريقة،  ولا نظن  أحداً يفكر في الاستغناء عن المولد أو المقود المرن بحجة المحافظة على سلامة المحرك!

هل يجب أن أطفئ المكيف قبل أن أطفئ السيارة؟

اعتاد البعض أن يطفئوا نظام التكييف الهوائي قبل أن يديروا مفتاح تشغيل سياراتهم وذلك لكي لا يضيفوا حملاً أكبر على مشغل السيارة (سويتش)، فعندما تشغل السيارة والمكيف دائراً تكون الضاغطة متصلة ما يعني أن على المشغل تشغيل المحرك والضاغطة معاً مما قد يقلل من عمره الافتراضي، ولكن في الحقيقة فإن تأثير هذا الأمر على مشغل السيارة ضئيل جداً لا يستحق الذكر.

وفي المقابل يرى آخرون أن من الأفضل إطفاء المكيف قبل دقائق من الوصول مع ترك المروحة دائرة وذلك لتجفيف جهاز المبخّر في نظام التكييف ما يمنع من تكون الرطوبة والروائح غير المرغوبة.

كان هذا استعراضاً سريعا عزيزي القارئ لأبرز ما يتم تناقله من نصائح حول مكيف السيارة وطريقة استخدامه، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو التعليقات فلا تتردّد بمشاركتنا برأيك في الخانة المخصصة للتعليقات في الأسفل.

كُتب بكيبورد: الحربي

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع