كلا عزيزي السائق… الغماز ليس للزينة

صباح اليوم وأثناء القيادة خلف إحدى السيارات بدأت هذه السيارة بالإبطاء دون سبب واضح بينما كنا نقترب من أحد التقاطعات، وعندما وصلنا إلى التقاطع التفت السيارة دون أن يصدر عنها ما يشير إلى نية السائق بالإلتفاف، هذا بالطبع عزيزي القارئ أحد المشاهد المتكررة أثناء السير، وعلى الرغم من أن هذا التصرف قد يثير حنق وعصبية البعض إلا أن أهمية استخدام أضواء الإلتفاف أو الغماز تتعدى ذلك بكثير.

سواء عند التوقف على يمين الطريق لركن السيارة أو عند تغيير المسار أو عند الخروج من شارع جانبي ، عندما يستخدم السائق الغمازات فإنه بذلك يُعلم السائقين الآخرين بالطريق الذي يريد السير فيه ، ويما أن السيارات تسير بسرعة كبيرة فإن هذا الأمر يساعد على نحو كبير قي تجنب حوادث خطيرة، ولكن إلى أي حد قد يكون تجاهل استخدام هذه الأضواء خطيراً؟

في دراسة صدرت مؤخراً أوضحت جمعية مهندسي السيارات الأمريكية إلى أن تجاهل استخدام أضواء الإلتفاف (الغمازات) يتسبب سنوياً بمليوني حادث، وجاء في الدراسة أن 25% من السائقين يهملون استخدام هذه الأضواء عند الإلتفاف ، وأن 48% من السائقين لا يستخدمونها عند تغيير المسار .

وفي الحقيقة عزيزي القارئ فإنه من الهام للمحافظة على سلامتك وسلامة مركبتك أن تُعلم السائقين خلفك – وأمامك –  عندما تريد تغيير المسار أو الإلتفاف بالسيارة ، مفاجأة السائقين بتغيير المسار وعدم استخدام أضواء الإلتفاف (الغمازات) يحرم السائقين الآخرين على الطريق من معلومات هامة يحتاجونها لإجراء أي تغييرات على سرعة واتجاه سياراتهم بهدف الإبقاء على إيقاع حركة السير دون اختلال ودون وقوع الحوادث.

فقط تخيل أنك على المسرب الأيسر من طريق سريع وتريد الانتقال إلى الجهة اليمنى تمهيداً للدخول في شارع جانبي ، وعلى يمينك سيارة مسرعة وخلفها سيارة أخرى تسير بنفس السرعة ولكن في المنطقة العمياء…

 إن عدم استخدام الغماز سيؤدي بالتأكيد إلى كارثة محققة، لأنك ستبدأ بالحركة إلى اليمين بجرد ابتعاد السيارة على يمينك، ولكن عند استخدام ضوء الإلتفاف سينتبه السائق في السيارة الثانية إلى نيتك في تغيير المسار، وإن لم يخفف من سرعته أو يغير من اتجاهها، على الأقل قد يستخدم الزامور لتنبيهك!

باختصار الأمر ليس اختيارياً وتقع على كل سائق مسؤولية استخدام أضواء الإلتفاف (الغمازات) تماماً كما تقع عليهم مسؤولية التوقف عند الإشارة الحمراء.

ولكن ما الذي يجعل السائقين يتجاهلون استخدام إشارات الإلتفاف (الغماز)؟

بعد بعض البحث تبين لفريق عرب جي تي أن الأسباب تتمحور حول الأمور التالية:

الكسل

صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ ، فإن البعض يجد أن تحريك ذراع أضواء الإلتفاف يتطلب مجهوداً زائداً ، حيث أظهرت إحصائية أجرتها شركة (ريسبونس) الأمريكية للتأمين أن 23% من السائقين يتجاهلون استخدام الغماز بدافع الكسل، ولكن إذا كان الأمر متعباً إلى هذه الدرجة فكيف يجد هؤلاء السائقون الطاقة الكافية للجلوس على مقعد السائ وقيادة السيارة؟!

السائق يريد أن يدخل عنوة إلى المسار

في الازدحامات المرورية لا يرغب كثير من السائقين في مشاركة المسار ، ولهذا فهم يتعمدون أن يسدوا الطريق أمام أي سيارة تحاول الدخول إلى المسار (المسرب) الذي يسيرون فيه، ولتلافي هذه المشكلة يقوم البعض بتجاهل استخدام مؤشرات الإلتفاف لكي “يحشروا” السيارة في المسار الذي يريدون قبل أن يقرر أحدهم سد الطريق أمامهم، وعلى الرغم من أننا قد نتفهم حاجة السائق إلى تغيير المسار في الازدحام، إلا أن هذا السلوك قد يعرض الجميع للخطر.

لا يوجد وقت كاف

أحياناً قد تحتاج إلى الإلتفاف أو تغيير المسار على الفور، لأنك نسيت مكان  أحد المخارج ولم تتذكره إلا عندما وصلت إليه على سبيل المثال، في هذه اللحظات يتحرك السائق بدون تفكير في العواقب ولهذا ينسى استخدام ضوء الإلتفاف ، إلا أن هذا قد يكون فعلاً خطيراً جداً ومن المرجح أن يتفاجأ بك السائقون أمامهم دون أن تعطيهم الوقت الكافي لتدارك الأمر، ما قد يؤدي إلى وقوع حادث لا قدر الله.

النسيان

أحد أكثر الأسباب شيوعاً في عدم استخدام إشارات الإلتفاف (الغماز) هو أبسطها، عندما ينسى السائق أن يحرك ذراع أضواء الإلتفاف ، وقد يعود هذا إلى بعض العادات السيئة كتجاهل استخدام هذه الأضواء بشكل متعمد عند عدم وجود سيارات في الطريق ، ولكن السبب الأهم هو ذلك المفهوم الخاطئ بأن أضواء الإلتفاف ليست مهمة في المقام الأول ، فلا بد أن معظمنا يتذكر الأشياءؤ “المهمة” مثل إغلاق باب المنزل أو ربط رباط الحذاء.

ضوء الإلتفاف معطل

بالطبع فإن هذا الاحتمال ضئيل جداً، وفي حال كان هذا هو العذر بالفعل فمن الأفضل أن يتوجه السائق بسيارته إلى أقرب ميكانيكي أوورشة تصليح لإصلاح ضوء الإلتفاف (الغماز) ، فالأمر لا يقل إهمالاً عن عدم استخدام الغماز بشكل متعمد.

كما يشار في النهاية إلى أن بعض السائقين يستخدمون أضواء الإلتفاف ولكنهم ينسون إطفاءها لفترات طويلة؛ وهو ما لا يقل خطورة وإزعاجاً عن عدم استعمالها عند الإلتفاف، وقد يتسبب في إساءة تقدير حركة السيارة من قبل السائقين الآخرين ما قد يؤدي إلى وقوع الحوادث أيضاً.

يوماً ما، قد نرى في لائحة مواصفات السيارات أضواء التفاف أوتوماتيكية تعمل وحدها دون تدخل من السائق عند التفاف السيارة، ولكن حتى ذلك الحين فإن مراقبة حركة السير حولك عزيزي القارئ واستخدام الغماز أو أضواء الإلتفاف ليست إلا بعض الأشياء التي تحسن من قيادتك وتجعل منك سائقاً جيداً ، وعندما تمارس القيادة الآمنة فإنك تحسّن من فرصك في عدم التعرض للحوادث وما يلحقها من أعباء مالية أو جسدية لا قدر الله!

كتب بكيبورد الحربي

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع