هل تكون هذه نهاية أشهر صحفي سيارات في العالم

شهدت الصحافة العالمية خبراً مؤسفاً ولكن ليس مفاجئاً بعد إيقاف الصحفي الشهير جيريمي كلاريكسون عن العمل في شبكة قنوات بي بي سي البريطانية، ومنع بث حلقات البرنامج الأشهر في مجال السيارات توب غير بموسمه الـ 22، بعد مشاجرة جمعت بين جيريمي ومنتج البرنامج يقال أنها وصلت إلى درجة الضرب.

واليوم سنتحدث بشكل مفصل عن هذا الخبر الذي زودناكم به مساء يوم الثلاثاء الماضي على موقعنا عرب جي تي، والذي شغل أفكار معظم عشاق برنامج توب غير الذي عرض منه 21 موسم بتقديم كلاريكسون، وشاهدنا مؤخراً مجموعة من حلقات الموسم الجديد الذي تم إيقاف عرضه الآن حتى إشعار آخر.

ولا يمكننا أن ننسى ماضي جيريمي كلاريكسون الذي بدأ كصحفي سيارات لمدة تزيد عن عشر سنوات قبل أن يقدم 22 موسم من برنامج توب غير، فلا نتوقع أن يضيع هذا العمل المتواصل في مهب الريح جراء لحظة غرور جعلته يتشاجر مع آخر منتجي هذا البرنامج.

تذكرني هذه الحادثة بشكل شخصي بتاريخ لاعب كرة القدم الشهير زين الدين زيدان ونهائي كأس العالم 2006، والنطحة الأشهر التي أضاعت تاريخ زيدان بالكامل ليتم طرده من أرض الملعب.

ليس لي أي عداء شخصي أو كره لـ كلاريكسون، مع العلم أن فريقنا في عرب جي تي سبق والتقى به أكثر من مرة أثناء تصويرنا لتغطياتنا العالمية، وكان كثير من الحضور يصفونه بأنه  “مغرور وعنصري وعصبي بشكل دائم”، ويبدو أن هذه التصرفات التي يقوم بها كلاريكسون لا تقتصر على الصحافيين وبل حتى مع زملائه في برنامج توب غير.

ولكننا سننصف كلاريكسون ونبتعد عن تصرفاته الشخصية، فهو في الحقيقة يعتبر الأذكى في مجال صحافة السيارات على مستوى العالم بلا منازع، ليس لأنه أصبح مليونيراً ويحصل على راتب سنوي يبلغ 400 ألف باوند أي ما يعادل 600 ألف دولار أمريكي (2 مليون و 250 ألف ريال سعودي)، بل لأنه حفر اسمه كشخصية هزلية وجريئة ووقحة في نفس الوقت يعشقها ملايين المتابعين لبرنامج توب غير من شتى أنحاء العالم.  

وقد تسبب جيريمي كلاريكسون بالعديد من المشاكل الكبيرة بسبب اسلوبه العنصري والاستهزائي، ونذكر منها على سبيل المثال عندما سخر قبل ستة أشهر من الشعب المكسيسكي  ليتسبب بحرج شديد أدى لمشاكل رسمية في الخارجية البريطانية، ولا يمكننا أن ننسى الهجوم الذي تعرض له فريق تصوير توب غير من قبل المواطنين في الأرجنتين أثناء تصوير الموسم الماضي، بسبب استخدامه لسيارة بورش 928 تحمل لوحة أرقام H982 FKL ليُذكر بحرب الفوكلاند التي وقعت في عام 1982 بين بريطانيا والأرجنتين.

ولكن عنصرية كلاريكسون ضد جميع الشعوب في كافة أنحاء العالم ما عدا الشعب الإنجليزي وصلت إلى حد الكفاية، وكما نقول بلغتنا العامية “مش كل مرة تسلم الجرة”، امتعتنا يا كلاريكسون بعد أن استطعت تحويل صحافة السيارات إلى عصر ذهبي جديد يجذب حتى الأشخاص الذين لا يهتمون بعالم المحركات، إلا أننا قد نقول لك وداعاً جيريمي كلاريكسون.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع