هل نشاهد السيارات ذاتية القيادة على طرق الوطن العربي؟

كما قد تتذكر عزيزي القارئ، أشارت دراسة سابقة إلى أن 10% من مبيعات السيارات في العالم عام 2035 قد تكون من  السيارات ذاتية القيادة، ووفقا لتوقعات المحللين في قطاع  صناعة ستقوم بعض شركات السيارات العالمية بتوفير بعض السيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2020، وخلال السنوات القليلة القادمة ستحتوي الكثير من السيارات على أنظمة قيادة ذاتية جزئية ستتوفر في بادئ الأمر عند القيادة على الطرق السريعة أو في حالات التوقف الكثيرة عند وجود إزدحام مروري.

 ومع إعلان المدير التنفيذي لشركة تيسلا مؤخراً عن وصول سيارات القيادة الذاتية إلى طرق الولايات المتحدة الأمريكية خلال ثلاث أشهر فقط، فقد يعني ذلك أن سيارات القيادة الذاتية ستصل إلى الشرق الأوسط قريباًّ!

إلا أن السيارات ذاتية القيادة تواجه عدداً من الانتقادات، حيث يشكك بعض السائقين في قدرة هذا النوع من السيارات على التصرف الإبداعي كالخروج إلى جانب الطريق لتفادي الاصطدام في حالات الكوارث والطوارئ الاستثنائية، بالإضافة إلى بعض الدراسات التي صدرت مؤخراً عن الآثار الجانبية على صحة ركاب السيارات ذاتية القيادة.

وفي النهاية فإن فكرة السيارة التي تقود نفسها بنفسها قد تكون غير مفهومة لدى أولئك الأشخاص الذي يمتلكون شغفاً خاصاً في قيادة السيارات، والذين يرون في السيارات ما هو أكثر من مجرد وسيلة للتنقل من مكان لآخر،  فما الفائدة من امتلاك سيارة قوية سريعة إذا لم يكن للسائق أي دور في توجيهها والاندفاع بها.

ولكن في المقابل عزيزي القارئ فقد أشارت بعض الأبحاث والدراسات الجارية إلى أن السيارات ذاتية القيادة من الممكن أن تقلل من الأضرار المادية المتعلقة بحوادث السيارات بما يعادل 488 مليار دولار أمريكي ويمكنها أيضاً زيادة الإنتاجية بنسبة 645 مليار دولار أمريكي، وتبعاً لهذه الأرقام العالية جداً، فإن تأثير سيارات القيادة الذاتية على الشرق الأوسط سيكون بنفس الفائدة وسيقلل من الأضرار المادية الناجمة عن حوادث السيارات بشكل ضخم.

فمعظم حوادث السيارات في الشرق الأوسط  على وجه الخصوص تحدث بسبب الأخطاء البشرية وتهور بعض السائقين، ومع وجود مثل هذه السيارات سيتم تفادي العديد من الأخطاء البشرية التي لم يكن من الممكن تجنبها من قبل، ووفقاً للدراسات فإن هذا السيارات يمكنها أن تقلل من الحوادث المميتة بنسبة عالية جداً يمكن أن تصل إلى 90%، مما يعني إنقاذ 17 حالة وفاة يومياً!

كما قد تمثل سيارات القيادة الذاتية حلاً للمشاكل اليومية المزعجة مثل أزمات السير الخانقة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، من المتوقع أن تقلل السيارات ذاتية القيادة من عدد السيارات بشكل عام بنسبة 43% ليقل معدل امتلاك كل عائلة للسيارات من 2.1 سيارة إلى 1.2 سيارة. وإذا قمنا بتطبيق المعادلة ذاتها في السعودية فمن المتوقع انخفاض عدد السيارات إلى ما يقارب 3.738.630 سيارة مما سيقلل من أزمات السير وسيتيح للأفراد الوصول إلى مناطق عملهم بشكل أسرع، مما يساعد على زيادة الإنتاجية بشكل عام.

ومن الأسباب التي تدفعنا للتفاؤل بمدى التأثير الإيجابي للسيارات ذاتية القيادة على المنطقة هو أن بعض شركات السيارات العالمية توفر سيارات تحتوي على أنظمة مستقلة تتمتع بالتحكم الذاتي ومنها نظام تحذير الاصطدام الأمامي ونظام المكابح الأوتوماتيكية على سبيل المثال، وقد ساعدت هذه الأنظمة بالفعل في التقليل من حوادث السيارات بنسبة 15%.

عاجلاً أم آجلاً عزيزي القارئ ستصل السيارات ذاتية القيادة إلى منطقتنا، ولكن ذلك سيحصل غالباً على مراحل متقطعة لأن شركات السيارات العالمية تستمر بشكل متواصل في إضافة أنظمة الأمان والسلامة والتقنيات الحديثة المبتكرة التي ستتيح للسيارة أن تقود نفسها كلياً بكل أمان وكفاءة يوماً ما، إلا أن نجاحها وانتشارها سيعتمد أولاً وأخيراً على تقبل الزبائن لها.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع