موستنج هي القلب النابض لشركة فورد، وإحدى أهم الطرازات التي تعتمد عليها الشركة في رسم صورتها، وفي ذكرى إطلاق موستنج الخمسين قررت الشركة تقديم جيل جديد بهدف خلق تجسيد معاصر لسيارة موستنج، أسطورة السيارات الأميركية.
هذه الأهمية التي يتمتع بها طراز موستنج وضعت مسؤولية كبيرة على عاتق فريق مهندسي فورد ومصمميها عند اختيار تصميم ومواصفات الجيل السادس الجديد، هل يحافظوا على الهوية العريقة لسيارات موستنج ويؤكدوا عليها أم يسعوا نحو التطوير والتجديد؟ وبعد إطلاق السيارة الذي أقيم مؤخراً – عبر ست مدن ضمن أربع قارات في آن واحد – يظهر أن فورد اختارت التوجه نحو المعاصرة ومطابقة المواصفات العالمية الجديدة المتعلقة بتخفيض استهلاك الوقود والانبعاثات.
فمن حيث التصميم الخارجي تظهر عدد من التغييرات على الشكل المعتاد في الطرازات السابقة وخاصة في المقدمة الجديدة التي تتمتع بتصميم عصري جديد للأضواء الأمامية وشبك أمامي جديد، بالإضافة إلى المصابيح الخلفية ثلاثية الأبعاد بشكل 3 قضبان، ولكن وفي نفس الوقت احتفظ التصميم ببعض من تلك العلامات الفارقة التي تميز سيارات موستنج كتصميم “عضة القرش” للمقدمة، كما استعادت الشركة تصميماً جانبياً أكثر انسيابية مستوحى من سيارات كوبيه في منتصف الستينيات.
وعلى الرغم من احتفاظ فورد موستنج طراز 2015 بنفس الأبعاد تقريباً، بطول أقل من الطراز السابق بقرابة إنش وعرض أكبر بحوالي إنش ونصف، إلا أن الاختلاف الأكبر يكمن في ارتفاع السيارة، حيث تم تخفيض غطاء المحرك بمقدار 1.3 إنش وتم تخفيض حافة الصندوق الخلفي بمقدار 2.8 إنش بينما خُفّض السقف بمقدار 1.5 إنش. كما وخفّضت فورد من وزن موستنج في جيلها الجديد كلياً.
محركات فورد موستنج الجديدة
احتفظت موستنج بمحركي V8 و V6 من الطرازات السابقة، إلا أنها اختارت تقديم محرك رباعي الاسطوانات مزود بشاحن توربيني تستخدمه لمرة الأولى منذ عام 1984. حيث تتجه معظم الشركات الآن إلى استخدام محركات بسعة أصغر مع تقنية الشحن الهوائي لتوفير معدلات أقل لاستهلاك الوقود. إلا أن مصادر خاصة بنا في موقع سبيييد.كوم أشارت إلى عدم توفر محرك الأربع اسطوانات في الشرق الأوسط، وغالباً ما يعود هذا إلى انخفاض أسعار الوقود في المنطقة.
ميزة أخرى جديدة تكمن في نظام التعليق، حيث استغنت فورد عن المحور الصلب واستخدمت نظام تعليق خلفي منفصل لتحسّن من تجربة قيادة السيارة بشكل عام وتمنحها تحكماً أفضل، وليساهم هذا النظام في تعزيز الهوية الرياضية لسيارات موستنج، ويجعلها أكثر ملاءمة للسباقات.
في العالم اليوم التغييرات الكبيرة هي التي تجذب اهتماماً واسعاً، ونحن في فريق عرب جي تي نرى أن هذه التغييرات تُشكل خطوة كبيرة من موستنج – يشوبها الحذر- نحو التطوّر المرتقب لسيارات “العضلات” الأمريكية وخاصة مع قرار فورد صنع طرازات خاصة بالدول التي تستخدم المقود على الجهة اليمين كبريطانيا واليابان وماليزيا.
فمن المرجح أن تغزو فورد هذه الأسواق بحزمة المحركات رباعية الاسطوانات المزودة بشواحن توربينية، بسبب ارتفاع أسعار الوقود في هذه الأسواق وانتشار ثقافة تعديل السيارات التي تتوافق على نحو أفضل مع محركات التيربو.
وبعد إطلاق السيارة دخل فريق تحريرنا في نقاش طويل بين مؤيد ومعارض لطريقة تفكير شركة فورد والتطوير الحاصل سواء من حيث الشكل أو المحركات، ولكن وبعد نقاشات مطولة وعملية إقناع وتمعن يظهر لنا أن خطوة فورد في الابتعاد عن التقليدية في التصاميم القديمة والانطلاق إلى التطوير هي خطوة ممتازة لاستعادة سيطرة موستنج من السيارات الأوروبية واليابانية.
وننتظر الآن بفارغ الصبر لنضع يدنا على مقود الموستنج طراز 2015 لاختبار الفرق مع العلم أن مصادرنا أكّدت أن موستنج الجديدة ستصل منطقتنا في نهاية شهر ٦ أي منتصف العام القادم.
