افخم السيارات تنتقل الى الطرق الوعرة

بدأت القصة عندما سجلت بورش اسمها كأول شركة متخصصة بإنتاج السيارات الرياضية الفائقة تغامر لتنتقل إلى فئة جديد من الإنتاج عبر سيارتها كايين التي دخلت خط الإنتاج في عام 2002 لتتحدى جميع صانعي السيارات المنافسين  والصحافة العالمية الذين توقعوا الفشل الذريع لهذه السيارة.

ولكن بورش فاجأت نفسها بالنجاح الهائل الذي سجلته كايين بعد أن اقتحمت جميع الأسواق العالمية لتحقق مبيعات هائلة  مما جعل بورش تواصل تقدمها إلى الأمام لتوفر لعملائها نسخ عديدة من كايين تشتمل على كايين تيربو و كايين تيربو S و كايين GTS و كايين S هايبرد، واحتفلت الشركة الألمانية بورش في شهر أكتوبر من عام 2012 بإنتاج النسخة رقم 100 ألف من كايين واعلنت أنها تخطط ليبلغ عدد النسخ المنتجة من كايين إلى 200 ألف نسخة في عام 2020.

بعد هذا النجاح اتجهت العديد من شركات السيارات إلى غمار المنافسة في إنتاج سيارات الدفع الرباعي لتنتقل من عالم السيارات الرياضية الفائقة أو سيارات السيدان الفخمة إلى عالم مختلف يضم ذوقاً آخر من العملاء الذين يسعون لشراء سيارات يمكن استخدامها بشكل يومي وعلى شتى الطرق, وتمثل الأسواق المستهدفة دولاً مثل روسيا و امريكا و الخليج العربي الأخير الذي لم يتأثر في الأزمة المالية أو بارتفاع أسعار البترول.

أبرز الشركات التي بدأت فعلياً في غوض غمار المنافسة هي مازيراتي و بنتلي و لمبرجيني وهناك احتمالات ضئيلة بمشاركة رولز رويس في هذه الحرب.

وبدأت المرحلة الأولى التحضيرية لهذه المعركة الشرسة عندما كشفت الشركة الإيطالية مازيراتي عن سيارتها الاختبارية من فئة SUV التي تحمل اسم كوبانج ضمن فعاليات معرض فرانكفورت للسيارات في عام 2011 ، لتفاجأ الجميع بانتقال مازيراتي الرياضية الفاخرة إلى سيارة الدفع الرباعي متعددة الاستخدام.

ولحقتها فيما بعد الشركة البريطانية بنتلي التي قدمت سيارتها الاختبارية EXP 9 F من فئة SUV خلال فعاليات معرض جنيف للسيارات في عام 2012 ، والتي لم تلق استحسان الصحافة والجماهير وحصلت على لقب “أقبح سيارة شاركت في معرض جنيف 2012″، كما أثار هذا الغيرة في الشركة الإيطالية لمبرجيني، مما جعلها تقدم سيارتها الاختبارية لمبرجيني أوروس من فئة SUV ضمن فعاليات معرض بكين للسيارات في عام 2012.

وبعد تقديم السيارات الاختبارية مازيراتي كوبانج و بنتلي EXP 9 F و لمبرجيني أوروس جائت المرحلة الثانية عندما أكدت الشركات الثلاث أنها ستقوم  بإنتاج هذه الطرازات لتدخل عالماً جديداً من المنافسة الشرسة.

وكنا قد نشرنا سابقاً عبر موقعنا تصريحاً لرئيس تخطيط الإنتاج في شركة مازيراتي أكد فيه أن النسخة الإنتاجية من كوبانج ستحمل اسماً آخر، وحسب التوقعات الصحفية ستُسمى هذه السيارة (مازيراتي ليفانتي) وسيكشف عنها خلال العام 2014 وستزود بمحرك من إنتاج شركة فيراري مكون من ثماني اسطوانات على شكل حرف (V) وستتشارك الهيكل القاعدي مع طراز جيب شيروكي.

أما شركة بنتلي فأكدت سابقاً أن النسخة الإنتاجية من EXP 9 F ستحمل اسم فالكون وسيجرى لها عمليات تجميل عديدة لتحصل على تصميم جديد بالكامل لا يشه النسخة الاختبارية.

وحسب التوقعات ستزود بنتلي فالكون بمحرك مكون من اثنتي عشرة اسطوانة على شكل حرف (V) مع شاحن تيربو ثنائي سعة 6.0 لتر يولد قوة تصل إلى 600 حصان، كما سيتوافر خيار آخر من المحركات مكون من ثماني اسطوانات على شكل حرف (V) مزود بشاحن تيربو ثنائي سعة 6.0 لتر.

وبالإعتماد على التصريحات الأولية سيتم إنتاج 5000 نسخة من بنتلي فالكون خلال العام 2015 أو 2016 ويبدأ سعر السيارة الواحدة من 270.920 دولار أمريكي أي ما يعادل تقريباً 995 ألف درهم إماراتي.

كما أكدت شركة لمبرجيني أنها ستُدخل سيارتها أوروس خط الإنتاج ليتم إطلاقها خلال العام 2017، وحسب التوقعات ستعتمد لمبرجيني أوروس التي تعتبر ثاني سيارة SUV تقدمها شركة لمبرجيني على قاعدة هيكلية من نوع MLB Evo سيتم استخدامها في الجيل الجديد لكل من اودي Q7 و بورش كايين وفولكس واجن طوارق.

ولا تتوافر معلومات واضحة حول المحرك والنظام الحركي الخاص بالنسخة الإنتاجية من لمبرجيني أوروس، ولكن الشائعات ترجّح استخدام محرك V8 بشاحن توربيني مزدوج وإصدار نسخة كهربائية هجينة، وللتذكير فقط تعتبر سيارة لمبرجيني LM002 أول سيارة SUV صنعتها شركة لمبرجيني وتم إنتاجها منذ عام 1986 إلى عام 1993.

ما زلنا نتذكر ذلك اليوم الذي أعلن فيه الرئيس التنفيذي السابق لشركة بورش السيد وندلين فيدكينغ البدء بإنتاج بورش كايين في عام 2002، وبرر هذا القرار لمجلس إدارة شركة بورش الذين تخوفوا في وقتها من الفشل بقوله “يجب على بورش أن تكون شركة سيارات مستقلة بشكل كامل وألا تعتمد على مجموعة فولكس واجن المالكة، ولتأمين هذا الاستقلال لا بد من إرضاء عدد كبير من العملاء الأوفياء لهذه العلامة التجارية”.

وستوضح لنا السنوات القادمة حجم المنافسة الشرسة الذي سيشهده سوق سيارات الدفع الرباعي، خاصة مع دخول أضخم الشركات المتخصصة بصناعة السيارات الرياضية الفائقة والفاخرة إلى هذا العالم الذي يشهد اليوم إقبالاً منقطع النظير، وبالتأكيد ستبقى هذه النسخ حصرية للعملاء المميزين أصحاب الثروات الضخمة الذين يبحثون عن التميز باستمرار.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع