Search
Close this search box.

هل ستفشل السيارات الذاتية القيادة بعد كشف هذه الأسرار

في نفس الليلة التي شدد فيها الرئيس أوباما على ضرورة بناء ” نظام نقل للقرن الحادي والعشرين” في خطابه النهائي الموجه للأمة ، تم نشر تقرير جديد صادر عن إحدى الشركات الرائدة بوجود العديد من العوائق الخطيرة التي تقف بوجه أنظمة النقل المتطورة.

إن السيارات ذاتية القيادة هي واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في هذه الرؤية، والتي سبق واختبرها زميلنا مصعب شعشاعه برفقة الإعلامي محمد سعدون الكواري على متن سيارة اودي ار اس 7 اوتو بايلوت، ذات يوم من المحتمل أن تساعد هذه التقنية في الحد من وفيات حوادث المرور وتحسين التنقل بالإضافة إلى تخفيفها لمقدار الازدحام المرورية.

ولكن جوجل، التي تلعب دوراً رئيسياً في اختبار أنظمة القيادة الذاتية، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي أنه تم الكشف عن 272 حالة فشل في تكنولوجيا القيادة الذاتية بين شهر سبتمبر من عام 2014 وشهر نوفمبر من عام 2015، مما تتطلب من السائقين التحكم المباشر بالسيارة وذلك خلال اختبارها يشكل قانوني على طرق ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ورأى السائقون أنهم كانو مجبرين على التحكم بالسيارة بشكل يدوي في 69 حالة إضافية خلال نفس الفترة الزمنية.

إن جوجل لم تكن وحدها، فهناك 6 شركات سيارات أخرى، طلبت منها ولاية كاليفورنيا، أن ترسل تقاريرها حول هذا الموضوع فكانت النتيجة أن هذه الشركات ذكرت الآلاف من حالات الانتقال من القيادة الذاتية إلى القيادة العادية خلال نفس الفترة الزمنية، مما أحبط الآمال – والكثير من الدعاية – بأن السيارات ذاتية القيادة قد تصبح قريباً أمراً مألوفاً في أميركا. وقد أفادت الشركات مجتمعة بوجود 2894 حالة من الفشل في هذه الأنظمة سُجلت على الطرق العامة بولاية كاليفورنيا.

على الرغم من وجود 11 شركة معتمدة الآن لاختبار السيارات ذاتية القيادة على طرق ولاية كاليفورنيا، فقد طلبت الولاية الأمريكية من سبع شركات فقط كانت قد أجرت اختباراتها في عام 2014 الكشف عن حالات عدم جدوى القيادة الذاتية بتاريخ 1 يناير، صدرت هذه التقارير يوم الثلاثاء قبل ساعات من خطاب أوباما إلى الأمة الذي دعا فيه إلى إدخال تحسينات في مجال تكنولوجيا النقل، وجاءت قبل يومين فقط من تحديد الحكومة الفيدرالية المتوقع لإرشادات جديدة لتطوير تقنيات القيادة المستقلة.

من المفترض ان يدلي وزير النقل أنتوني فوكس بتصريح يوم الخميس في ديترويت في معرض أمريكا الشمالية الدولي للسيارات. وتشير التقارير إلى أنه سوف يناقش موضوع تسريع إدخال تكنولوجيا القيادة الذاتية، وهو موضوع ناقشه سابقا بينما كان يتحدث الاسبوع الماضي في الالكترونيات الاستهلاكي في لاس فيغاس

أما وزير النقل الأمريكي (أنتوني فوكس) فقال :”إن موجة التكنولوجيا القادمة في هذا القطاع لابد من الاستجابة لها في إطار زمني يسمح بدخول أفضل ما يمكن منها إلى السوق في أقرب وقت ممكن”، وأضاف: “لذلك نحن نعمل من خلال وكالتنا على القضايا المحيطة بالمركبات ذاتية القيادة، نحن لدينا لوائح تقول أن قدم الإنسان يجب أن تكون على الدواسة، ونحن نبحث في كيفية تعديل النظام الاجرائي لدينا للسماح لهذه التقنيات أن تترسخ”.

تأتي تطورات يوم الثلاثاء بعد أسابيع فقط من اعتماد المسؤولين في كاليفورنيا اللوائح الأولية التي تطلب من مشغلي السيارات ذاتية القيادة تلقي تدريبات وحمل رخصة قيادة سيارات ذاتية التحكم، كما سيطلب من  شركات صناعة السيارات بالحصول على شهادة من طرف ثالث قبل عرض هذه السيارات للبيع، وذلك وفقا للقواعد الجديدة. وقالت جوجل انها تشعر “بخيبة أمل كبيرة” بسبب هذه القواعد، والتي كانت أكثر تحفظاً من توقعات الكثيرين من المطلعين في هذه الصناعة.

كما قامت منظمة حماية المستهلك وهي منظمة غير ربحية، بانتقاد اختبار القيادة الذاتية على الطرق العامة والدفاع عن تلك الحدود الصارمة، ووفرت تطورات يوم الثلاثاء رؤى واقعية للمراحل المبكرة للقيادة الذاتية.

ويسأل (جون سيمبسون) مدير الخصوصية بمنظمة حماية المستهلك، “كيف يمكن لجوجل اقتراح سيارة بدون عجلة قيادة ومكابح أو سائق عندما تظهر تجاربها الخاصة أنه خلال 15 شهراً تسليم تكنولوجيا الروبوت للسائق خلال 272 مرة وبالإضافة إلى اضطراره للتدخل 69 مرة. من الضروري الاستمرار في وضع قواعد السلامة العامة أولاً، وعدم الاستسلام لضغوط الشركات والسياسة”.

أخذت جوجل نقده على محمل الجد يوم الثلاثاء ومن خلال 53 مركبة، فإن الشركة تسير أكبر أسطول من السيارات ذاتية التحكم في أمريكا، ولكن عملاق وادي السيليكون، الذي عرض رؤية دقيقة للحوادث التي حصلت معه، فكان تقريباً وحده أبلغ عن المئات من إجمالي حالات الانتقال من القيادة الذاتية إلى القيادة التقليدية. 

أما شركة مرسيدس بنز الألمانية، والتي تسير سيارتين بقيادة مستقلة على الطرق العامة في ولاية كاليفورنيا، أفادت عن 1051 حالة انتقال من القيادة الذاتية إلى القيادة التقليدية، أكثر من السبع شركات الذين يسيرون سيارات ذاتية القيادو على طرق نفس الولاية.

كما ذكرت شركة فولكس فاجن الألمنية تسجيلها لـ 260 حالة من تغير القيادة للعودة إلى التحكم بشكل تقليدي بسيارتيها. في حين أفادت شركة نيسان اليايانية عن 106 حالة ضمن نفس المشكلة.

هذه الأرقام مفيدة، ولكن عامل رئيسي آخر في تفحص الأرقام هو كم ميلاً قطعت هذه المركبات مجتمعة خلال الاختبار، لم تبلغ جميع الشركات عن هذه المعلومات، فمثلاً شركة تسلا موتورز لم تبلغ عن أية حالة تشير إلى وجود خلل في أنظمة القيادة الذاتية، لكن متحدثا باسم الشركة رفض أن يقول كم عدد السيارات اختبرتها الشركة على الطرق العامة أو كم ميلا قطعت.

من بين الموردين الرئيسيين، ذكرت بوش 625 حالة، بينما ذكرت دلفي أوتو موتيف 511 حالة.

يقول كريس أورمسون مدير برنامج جوجل للقيادة الذاتية : “انه بفضل كل هذا الاختبارات، يمكن أن نطور ثقة قابلة للقياس في مقدراتنا وفي بيئات مختلفة”،و يضيف :”هنا نقف على النقيض من التباين الضبابي نحن نقبل أن نجرب سائقين بشريين بغض النظر أن عمرهم 16 عاما حيث نرسلهم إلى الشوارع لتعلم القيادة بيننا، وعلى الرغم من أننا لسنا مستعدين تماماً لنعلن أننا أكثر أماناً من متوسط عدد ​​السائقين البشريين على الطرق العامة، إلا أننا سعداء أن يكون هناك تقدماً ثابتاً نحو اليوم الذي يمكننا أن نبدأ دعوة أعضاء من الجمهور لاستخدام سياراتنا الذاية القيادة”.

في الحقيقة أعزاءنا متابعي موقعنا عرب جي تي كل نظام جديد بحاجة إلى كم ضخم من التجارب والتطوير، ومن حق شركات السيارات أن تأخذ الوقت الكافي في تطوير أنظمة قيادة الذاتية، طالما أن هذا النظام لم يدخل خطوط السيارات الإنتاجية فمازال الوقت مبكر للحكم عليه.

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع