وجهت شركة هونداي نهاية العام الماضي وخلال فعاليات معرض دبي الدولي للسيارات ، دعوة لزميلنا مصعب شعشاعة لحضور مأدبة عشاء أقامتها الشركة الكورية، والتقى مصعب هناك بكبار الموظفين والمدراء المسؤولين عن الأسواق العالمية ، وتحدث خلال هذه الجلسة مع أحد مدراء مجموعة هونداي – كيا ووجه له سؤالا عن رأيه في شركة تيسلا المريكية المختصة بالسيارات الكهربائية .
فأجاب المدير بان مجموعة هيونداي كانت تفكر بشكل جدي في شراء شركة تيسلا ولكنهم وصلوا إلى قناعة بأن سعر السهم الحالي لشركة تيسلا يعتبر مرتفع جداً مقارنة بقيمتها الحقيقية في السوق
وعند سؤاله عن سبب التفكير في شراء شركات سيارات أخرى وضمها إلى المجموعة في الوقت الذي تحقق فيه سيارات كيا وهونداي نجاحات كبيرة ، أجاب المدير بأنهم يرغبون ببالوصول إلى قمة عالم صناعة السيارات كأكبر شركة مصنعة للسيارات في العالم وأن هذه الهدف لن يتحقق إلا بشراء شركات السيارات المستقبلية الناجحة وتحقيق الاندماج مع مجموعات كبيرة بحيث نحتفظ بحق الإدارة واتخاذ القرارات الهامة .وأشار المدير إلى أن ها الخيار سيوفر من كلفة البحث والتطوير أيضاً .
هونداي تسعى لتكون شركة السيارات الأولى في العالم
ومؤخراً عزيزي القارئ يبدو أن هونداي بدأت تأخذ خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف ..
حيث أشارت عدة تقارير صحفية إلى أن شركة هونداي تسعى لشراء مجموعة فيات كرايسلر بالكامل ، في صفقة محتملة قد تؤدي إلى بيع شركة السيارات الإيطالية الأمريكية قبل تقاعد الرئيس التنفيذي للشركة (سيرجيو ماركيوني) والمتوقع العام القادم 2019 .
فوفقاً لمصادر صحفية قالت صحيفة (آسيا تايمز) ، أن شركة هيونداي تنتظر انخفاض سعر أسهم مجموعة فيات كرايسلر – والتي يشار إليها بأحرف FCA – قبل أن تطلق حملتها للاستيلاء على الشركة والتي ستبدأ هذا الصيف كما تشير التوقعات ، وجاء في تقرير الصحيفة كذلك أن هذا القرار تشجعه المحفظة الاستثمارية النشطة (إليوت مانجمنت) والتي تستثمر ما يزيد على مليار دولار في شركات هيونداي وكيا و موبيس (قسم قطع الغيار التابع لهيونداي) .
وكان رئيس هذه المحفظة الملياردير (بول سنجر) قد ضغط على شركة هونداي لتندمج في شركة واحدة مع شركة (موبيس) وطالبها بدفع ما يزيد على 10 مليار دولار للمستثمرين من الفائض النقدي .
وفي المقابل فقد نشرت صحيفة (بلومبيرغ) نهاية العام الماضي تقريراً جاء فيه أن شركة هونداي بدأت في محادثات مع مجموعة FCA من أجل التعاون على تطوير صناديق تروس وأنظمة حركية تعتمد على خلايا الوقود الهيدروجينية ، وعلق (ماركيوني) في ذلك الحين بانه “يرى إمكانية إنشاء شراكة تقنية مع شركة هونداي ” ولكنه نفى إجراء أي محادثات عن دمج الشركتين .
ماركيوني يبحث عن مشتر
ماركيوني ، الذي أعلن نيته التنحي عن منصبه شهر إبريل القادم خلال الاجتماع السنوي للمستثمرين ، كان يحاول البحث عن مشترين بعد طرح اسهم FCA للاكتتاب العام في أكتوبر 2014 ، والذي لم يحقق النجاح المطلوب ، وقام بتحويل فيراري إلى شركة مستقلة ولكن تحت إدارة FCA ،
كما حاول الاندماج مع شركة جنرال موتورز في رسالة إلكترونية بعث بها في شهر مارس 2015 إلى (ماري بارا) المديرة التنفيذية للشركة الأمريكية ، وقال فيها أن شركتي السيارات مجتمعتين تستطيعان تحقيق أرباح إضافية تزيد على 5 مليار دولار .
ونفى محاولته الاندماج مع مجموعة (فولكس فاجن) عامي 2014 و 2017 ، على الرغم من أنه قام بنشر مقترحا استثماريا في شهر ابريل من عام 2015 يدعو فيه شركات تصنيع السيارات في العالم إلى الاندماج ، وفي شهر أغسطس الماضي 2017 كانت شركة السيارات الصينية (جريت وول) تفكر في شراء (جيب) .
أما شركة هيونداي فقد كان لديها ما يكفي من السيولة المالية لتؤسس علامة تجارية جديدة ، وهي علامة جينيسيس للسيارات الفارهة ، وتستطيع بالتالي شراء مجموعة كرايسلر بسهولة ، ولكن الشركة الكورية تمر بمرحلة إعادة هيكلة ومن المتوقع أن يتنحى رئيسها التنفيذي (شانج مونغ كو) ذو الثمانين عاما عن رئاسة الشركة ويسلمها لابنه .
هل تفعلها هونداي؟
حتى هذه اللحظة ترفض شركتا هونداي و كرايسلر الإدلاء بأي تعليقات رسمية حول هذه الصفقة المحتملة خلال أقل من عام ، خاصة وأن هونداي تطمح إلى أن تحسن من ترتيبها العالمي من حيث حجم المبيعات ،
حيث يبلغ حجم مبيعات مجموعة هونداي قرابة 7.25 مليون سيارة لعام 2017 ، أما مبيعات مجموعة كرايسلر فتبلغ 4,74 مليون لعام 2017 وفي حال اندماج الشركتين فقد تقفز الشركة الكورية إلى المركز الأول وتتصدر المشهد العالمي لصناعة السيارات بإجمالي مبيعات يصل إلى قرابة 12 مليون سيارة ، متقدمة على فولكس واجن وتويوتا .
وما زال إتمام هذه الصفقة من التكهنات مستقبلية فلا توجد لدينا معلومات مؤكدة عن نية الشركتين المضي قدماً في هذا الاندماج ، وعلينا الانتظار إلى صيف هذا العام لنعرف أكثر عن هذه الصفقة ، تابعونا باستمرار لتعرفوا أحدث الأخبار من عالم السيارات.
