حوادث السير على الطرق وكيفية تجنب الحوادث وتخفيف آثارها من المواضيع المهمة التي ناقشناها عدة مرات في السابق كما قد تذكر عزيزي القارئ ، وفي الحقيقة فإن الحوداث هي إحدى أهم مسببات الوفاة في العالم هذه الأيام ، وهو ما أكده تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية جاء فيه أن قرابة 1.35 مليون شخص يموتون سنوياً في حوادث الطرق وهو رقم مخيف .
لتقريب الصورة عزيزي القارئ فإن هذا العدد يقارب عدد سكان الشارقة بأكملها وفقاً لآخر الأحصائيات
حوادث السير المسبب الأول لوفاة الشباب والأطفال
وفي التقرير الأممي الجديد حول الأمان على الطرقات – والذي بلغ عدد صفحاته 424 صفحة – كشفت منظمة الصحة العالمية أن المسبب الأول للوفاة للأطفال والشباب بين عمر 5 و 20 عاماً هو حوادث السير ، كما بين التقرير أن معدلات الوفاة بالنسة لحجم سكان العالم استقر في الأعوام الأخيرة دون زيادة .
وعلق (تيدروس ادهانوم غيبريساس) المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على هذه الأرقام بقوله : ” هذه الوفيات هي سعر غير مقبول لتوفير النقل” وأضاف بقوله : ” لا يوجد مبرر للتقاعس ، هذه المشكلة لها حلول مجربة ومثبتة ، هذا التقرير بمثابة دعوة للحكومات وللجهات المسؤولة لاتخذا خطوات عملية لتطبيق هذه الحلول”
وبحسب ما جاء في التقرير ، يرتفع خطر الوفاة على الطريق ثلاث مرات أكثر في الدول الفقيرة مقارنة بالدول الغنية ، حيث يبلغ أعلى معدل للوفيات في أفريقيا 26.6 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة ، وينخفض هذا المعدل إلى أدنى حد في أوروبا ويبلغ 9.3 وفاة لكل 100 ألف نسمة ، فيما انخفضت معدلات الوفيات في كافة أنحاء العالم بشكل عام مقارنة بأرقام التقرير السابق والذي صدر عام 2015 .
كما يقول التقرير أن وفيات المشاة وراكبي الدراجات الهوائية تشكل 26% من إجمالي الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق ، وترتفع هذه النسبة في أفريقيا بشكل كبير لتشكل 44% ، بينما تصل في شرق المتوسط إلى 36% ، ومن جهة أخرى فإن وفيات راكبي الدراجات النارية وركاب السيارات تشكل 28% من إجمالي الوفيات .
ولكن للأسف وحتى الآن فإن الأمان على الطرق من المواضيع التي لا تحصل على الاهتمام أو التغطية الكافية ، على الرغم من أن الانتباه بهذا الموضوع وزيادة الوعي بخطورة الحوادث قد يشكل فارقاً كبيراً في الحفاظ على الأرواح
نسأل الله أن يجنبنا وإياكم الحوادث وشرورها!