هل ستتحسن مبيعات السيارات في السعودية بعد قيادة المرأة ؟

بيع السيارات في المملكة العربية السعودية يتصدر حجم المبيعات العربية بفارق كبير، حيث بلغت مبيعات السيارات في المملكة العربية السعودية  لعام 2017  ما يزيد على 540 ألف سيارة ، وبهذا يقارب حجم مبيعات السعودية نصف حجم مبيعات السيارات في الوطن العربي كاملاً.

وفي الحقيقة وعلى الرغم من احتلال السعودية لصدارة المببيعات عربياً ، إلا ان هذا الرقم يمثل تراجعاً كبيراً عن الأعوام السابقة ، حيث تراجع بيع السيارات بمقدار 25% مقارنة بعام 2016 الذي سجل مبيعات ناهزت الـ 700 ألف سيارة ، بعد أن  تجاوز حجم ما تستورده السعودية من السيارات حاجز الـ900 ألف سيارة عام 2015

حيث بلغ عدد السيارات المستوردة في 2015، نحو 1.27 مليون سيارة، ثم انخفض العدد إلى 897.7 آلاف سيارة في 2016، ثم هبط إلى 605.8 آلاف سيارة خلال العام الماضي.

بيع السيارات في السعودية

وقد سبق أن ناقشنا عزيزي القارئ هذا الانخفاض في مبيعات السيارات على المستوى الإقليمي واالعالمي في مقال سابق ، وتناولنا عدداً من  الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع .

 

 

قرار رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات 

 ولكن وبعد صدور القرار السامي برفع الحظر عن قيادة المراة ، جاء هذا القرار التاريخي  ليرفع آمال شركات السيارات بانتعاش السوق وبتحقيق مبيعات أفضل  ، خاصة وأن هذا القرار سيضيف تسعة ملايين سائقة سيارة محتملة من بينهن 2.7 مليون امرأة غير سعودية.

فعلى سبيل المثال سارعت شركة نيسان إلى تهنئة السائقات  في تغريدة لها على موقع تويتر”نهنئ جميع النساء السعوديات اللاتي سيتمكن من القيادة الآن“ وأرفقت بها لوحة أرقام سيارة مكتوب عليها GRL 2018

كما رحبت شركة بي.ام.دبليو بالأمر الملكي  وكذلك فعلت شركة فولكسفاجن وغيرها من شركات السيارات التي تسابقت على استغلال الفرصة للتذكير بمنتجاتها ، وسط توقعات أن يرفع قرار السماح للنساء بالقيادة من مبيعات السيارات السعودية بنسبة بين 15 و20 بالمئة في عام 2018   تزامناً مع بدء تطبيق قرار منح الرخص في شهر يونيو من نفس العام .

وبدأت كذلك علامات فاخرة منها لامبورجيني وبنتلي بتكثيف الإعلانات عن سياراتها الرياضية متعددة الاستخدامات وهي فئة تلقى رواجا بين النساء وتشكل بالفعل أكثر من 20 بالمئة من السيارات المبيعة في المملكة.

بيع السيارات في الربع الأول 2018  

ولكن بداية العام 2018  لم تكن مشجعة ، حيث شهد بيع السيارات في  السعودية انكماشا ًكبيراً في هذه الفترة بسبب ارتفاع الوقود وفرض ضريبة القيمة المضافة، وانخفضت المبيعات اليومية لعدد من شركات السيارات إلى أقل من النصف وفق الصحافة السعودية .

بيع السيارات في السعودية 2017

كما أشارت مؤشرات الربع الأول من 2018 إلى استمرار وتيرة التراجع في واردات السيارات، فيما أظهرت بيانات من الهيئة العامة للجمارك أن واردات السيارات خلال الربع الأول بلغت 143.7 ألف سيارة وتظهر تلك الأرقام أن عدد السيارات المستوردة سيتراجع بنحو 5.1 بالمئة خلال 2018، في حال تسجيل عدد السيارات المستوردة نفسه خلال الأرباع الثلاثة المقبلة من العام الجاري.

وفي محاولة لإنعاش بيع السيارات فُتح أول معرض متخصص بالسيدات في شهر يناير من عام 2018  بسوق الحجاز بمدينة جدة تحت شعار “سوقي وتسوقي” وحضي الافتتاح بقبول جيد

وركز المعرض على السيارات ذات الوقود المنخفض الذي يستقطب النسبة الأكبر من المستهلكين.

بيع سيارات سعودية

كما غيرت معارض السيارات في السعودية في الفترة الأخيرة من سياستها ، وأصبحت تهتم بتوفير بالسيارات المناسبة للسيدات من حيث الألوان والكماليات والاختيارات كما تم تقديم عروض وخصومات خاصة لجذب السعوديات لشراء السيارات مع تقديم تسهيلات للتمويل  ضمن عروض ترويجية .

 

التوقعات الحالية

ما زال من المبكر الحكم على حجم مبيعات السيارات في عام 2018

ولكن تقديرات الخبراء تبدو متفائلة بشكل عام حول بيع السيارات في المملكة العربية السعودية  لعدة أسباب ومنها توقع كثير منهم  أن عام 2017 هو سنة قاع الانكماش في سوق السيارات،  وأن العام الحالي سيشهد انفراجة ملحوظة  مع ارتفاع قد يصل إلى 5% مقارنة بالعام الماضي على الرغم من الظروف الاقتصادية .

ومن المتوقع أن يكون للنساء دور ملحوظ في إنعاش قطاع السيارات، خاصة وأن المرأة لم تعد بحاجة إلى السيارات العائلية القليدية التي يقودها سائق خاص ،  ما قد يدفع البعض إلى التخلص من سيارته القديمة وبيعها والبحث عن سيارة ملائمة أكثر لاستخدام السيدات،   سيارات حديثة بمواصفات متطورة ومريحة مع محركات صغيرة أقل استهلاكاً للوقود أو حتى سيارات هجينة أو كهربائية .

إنضم لأكثر من 15 مليون متابع